مساحة إعلانية 728×90

ad

ظاهرة الرياض في مراكش


مدينة مراكش المغربية تزهو بمشاهد تراثية عريقة وأماكن إقامة مختلفة. وتوفر المدينة للسياح العديد من واحات الراحة والاسترخاء بعد عناء التنزه في ميدان جامع الفنا و في الأسواق الصاخبة. وتوجد هذه الواحات الهادئة في البيوت القديمة المشيدة من الطوب اللبن، التي تمتاز بأفنيتها الداخلية ذات الهواء البارد، وتحمل هذه البيوت اسم (رياض)
الرياض في اللغة العربية هي جمع روضة و هي الأرض ذات الخضرة أو البستان الحسن. و يطلق هذا الاسم في المغرب على الدار الواسعة التي تتوسطها حديقة. هذه الدور التي كان يقطنها أعيان المدينة, نسبة كبيرة منها كانت في وضعية هشة, اقتناها الأوربيون خاصة الفرنسيون منهم و قاموا بترميمها على النمط التقليدي المغربي. الرياضات المرممة منها ما اتخذ مقرا للإقامة, و منها ما تحول الى دور ضيافة تقدم خدمات فندقية.
انتشار هذه الظاهرة في الآونة الأخيرة, كان له أثر ايجابي تمثل في توفير مناصب شغل للعديد من سكان المدينة, و دب الحركة في مجموعة من الحرف التقليدية التي أوشكت على الاندثار. لكن هناك مشاكل كثيرة أثارها هذا الانتشار منها ارتفاع أسعار العقار بالمدينة و حتى أسعار المواد الغذائية, و تشكي جيران هذه الإقامات من الإزعاج الذي يتسبب فيه النزلاء.
و الأدهى من ذلك, التغير الذي طرأ على هوية المدينة, وليس من المبالغة القول بأن بعض الأزقة أصبحت أجنبية بالكامل رغم أن شكلها الهندسي بقي مغربيا.
هذه التحولات التي عاشتها المدينة, دفع بالعديد من سكانها الأصليين خاصة الطبقة الفقيرة الى هجرة المدينة  و الاستقرار بالضواحي هربا من لهيب الأسعار.
و رغم كل ما قيل يبقى الرياض مكانا مميزا للاسترخاء و الهدوء محاطا بعبق التاريخ و أصالته

Aucun commentaire

Fourni par Blogger.