مساحة إعلانية 728×90

ad

الشاي المغربي.. أسلوب حياة


علاقة المغاربة بالشاي، أو ما يعرف باسم "أتاي"، علاقة شبه مقدسة، ويعد الشاي  جزء لا يتجزأ من حياة المغاربة. حيث يصنف المغرب ثانيا في قائمة البلدان الأكثر استهلاكا للشاي بعد المملكة المتحدة. (موسوعة ويكيبيديا) 


تقول كتب التاريخ أن دخول الشاي إلى المغرب كان في عهد السلطان العلوي المولى إسماعيل، حين تلقى أكياساً من السكر والشاي ضمن ما تلقاه من هدايا المبعوثين الأوروبيين لدولته. كان خياراً ذكياً من قبلهم، أرادوا من لذة الشاي وفجأة طعمه أن تمهد لإطلاق سراح الأسرى الأوروبيين.
وقد استنبط الاسم المحلي للشاي في المغرب "أتاي" من"الإفرنجية" كما اسم الشاي قادم من كلمة "شا" الهندية. وهكذا بدأت قصة المغاربة النخبويين مع "المشروب الساحر" ليتحول مع توالي السنين إلى "المشروب الوطني للمغاربة". 

للشاي عند المغاربة طقوس خاصة وأوقات معينة يتم إعداده فيها ، ورغم أن الشاي ليس غاية في حد ذاته ، إلا انه يستحيل عند المغاربة أن يعقد مجلس أو يحيى سمر دون إعداد الشاي " أتاي " وحول صينية الشاي يتم تداول الأخبار ومناقشة أمور الحياة عامة .

يتميز الشاي المغربي المعد بشكل جيد برائحته العطرة للأعشاب الطبية و العطرية الداخلة في تحضيره: النعناع أو السالمية، العطرشة، الصوفي، العبدي والشيبة... وغيرها من الأعشاب التي يضيفها المغاربة إلى "حبوب أتاي" كخصوصية محلية دوائية ومشتهاة. في النعناع وحده تجد خمسين نوعًا وبين مدينة وأخرى وقرية في المغرب، تتوسع خلطات أتاي التي يعترف الجميع بجانبها الصحي.

الصينية التي يقدم فيها إبريق وكؤوس الشاي كانت في القديم إما من فضة أو نحاس، بحسب الإمكانيات المادية لأهل الدار. تزينها نقوش تحفرها أيدي الصناع المغاربة الرشيقة بمهارة مميزة، تحفظ كما في باقي أنواع الحرف التقليدية التنوع الثقافي المغربي ما بين
العربي والأندلسي والأمازيغي والصحراوي... لكن مع تطور إنتاج الأواني صناعياً، وتطور المعيش اليومي للمغاربة، قل الاستعمال اليومي لصينية الفضة أو النحاس. العناية بها تتطلب جهداً مقابل يسر التعامل مع صينية البلاستيك أو الألومنيوم.

من جهة ثانية فإن تحضير الشاي أمام أعين الجمع، كان دائماً في عرف المغاربة، في القرية أو في المدينة، أكبر مكانة وأكثر قيمة من إعداده في المطبخ ثم إحضاره إلى الجلسة. على من يعد "أتاي" أن يكون نظيف اليدين، كما هو متطهر النية وكبير القدر في المجلس، وعلى هذا الأساس يختار ويفترض أن يكون شايه جيدا.

على الساقي أن يأخذ وقته كاملاً في إعداد أتاي، الأصالة والجودة واللذة تتطلب ذلك. توضع حبوب الشاي في البراد بالقدر المناسب لحجمه، ثم تغسل لمرتين متتاليتين بقدر يسير من الماء المغلي، وهو ما يسمى في اللهجة المغربية بـ"التشليلة" ويتخلص منها، ثم يملأ البراد بالماء المغلي ويضاف إليه السكر حسب المطلوب، قبل أن يوضع على نار هادئة. عندما يقترب المزيج من الفوران، يضاف إلى البراد النعناع أو الشيبة أو غيرهما حسب المختار من الأعشاب، ثم ينتظر أن يغلي ويفور وهو ما يسمى بـ"التشحيرة".

نتمنى لكم جلسة شاي هنية, بالصحة و العافية


Aucun commentaire

Fourni par Blogger.