مساحة إعلانية 728×90

ad

قصبات الجنوب المغربي: الواقع و الآمال



يزخر الجنوب المغربي بمجموعة من القصبات، من قبيل قلعة أيت بن حدو، و قصبة ايت واحي و قصبة تلوات، و غيرها من القصبات التي تتميز بنسق معماري فريد.
قصبات الجنوب المغربي


تعد القصبات جواهر رفيعة تزين مجال الواحات في الجنوب الشرقي للمغرب خاصة بمناطق درعة وتافيلالت وأحواض دادس ومكونة وتدغة. إرث حضاري صنف بعضه كثراث إنساني كما هو الشأن بالنسبة لقصبة أيت بنحدو في الشمال الشرقي لورزازات, غير أن واقع باقي القصبات التي يتجاوز عددها ألفا جد مزري ويتجه نحو التلاشي والخراب لتنمحي معه ذاكرة معمارية حضارية نظرا لعدة عوامل مجتمعة مرتبطة أساسا بالواقع الإقتصادي والإجتماعي المترتب عن التهميش التام الذي عانته هذه الجهة طيلة عقود من الزمن حيث يتم التعامل مع البلاد والعباد بمنطق فلكلوري ليس إلا.. إضافة إلى العوامل الطبيعية كتوالي سنوات الجفاف والتصحر الذي زحف على الواحات وأرغم الساكنة للهجرة وترك قصورهم وقصباتهم تواجه قدرها المحتوم إضافة إلى زحف الإسمنت والتخلي على النمط المعماري المحلي مما تسبب في مسخ الخصوصية والجمالية التي ميزت معمار الجنوب الشرقي ناهيك عن غياب الاهتمام من طرف الحكومات المتعاقبة والتي لا تعرف المنطقة إلا في المواسم السياحية أو مهرجانات التهريج.


المجال الواحي الذي يضم هذه الواحات مهدد بالخطر اليوم, وهو ما يحتم علينا أن نحافظ على استمرارية هذا النموذج وهذا الموروث الثقافي والإيكولوجي العالمي وأن كل الواحات في خطر وإذا ما استمرت الوضعية في نفس المنحى الحالي فإنها ستؤول لامحالة إلى الزوال.. ولم يعد بالإمكان التستر وراء مبرر الظروف الطبيعية لتفسير أزمة الواحات، فالأزمة نتاج لتفاعل عدة عوامل أهمها يرتبط بالعنصر البشري.
قصبات الجنوب المغربي


إن إعادة تأهيل الواحات يتطلب عملا شموليا يأخذ بعين الاعتبار في آن واحد مجموع المشاكل المترابطة والتحديات المطروحة وهو في العمق مسألة ثقافية بالأساس تستدعي إعادة الاعتبار للعلاقات التقليدية بين الإنسان ومجاله المعاش وكذا تطوير هذه العلاقات لتستفيد من التقدم التقني والعلمي الذي يجب توظيفه بذكاء لإنعاش هذه المجالات اقتصاديا دون الضغط المفرط على مواردها ومميزاتها الحضارية.

Aucun commentaire

Fourni par Blogger.