علي بابا: أسطورة حية
علي بابا Ali baba قصة نجاح بدأت بفكرة بسيطة لتتحول إلى إحدى أكبر الشركات التجارية على شبكة الانترنت.
صاحب الفكرة هو جاك ما Jack Ma.
ولد جاك ما في هانغتشو، بالصين، وهي مدينة يسكنها حوالي 2.4 مليون شخص بالقرب من شنغهاي المعروفة بمناظرها الطبيعية الخلابة والأراضي الزراعية الخصبة.
كان يركب دراجته، للوصول إلى فندق بالقرب من بحيرة هانغتشو. ليحتك بالسياح ويقدم لهم خدماته كدليل سياحي مجاني بهدف ممارسة اللغة الانجليزية.
في عام 1984 انضم إلى جامعة هانغتشو للمعلمين، بعد التخرج عمل مدرسا للغة الانجليزية مدة خمس سنوات.
كيف اكتشف الفرصة؟
كان مدرس اللغة الإنجليزية، "جاك ما Jack Ma"، قد استلهم اسم “علي بابا” عندما سأل 30 شخصا في الشارع عما يوحيه لهم اسم “علي بابا”، فكان ردهم جميعا تقريبا أنه يقترن بالجملة الشهيرة “افتح يا سمسم” وكانت تلك هي الفاتحة التي قادته إلى إنشاءالموقع الذي يجمع المستوردين بالمصدرين في مكان واحد ويفتح الباب لفرص جديدة أمامهم. كان ” ما جاك” قد تعرف على أجهزة الكمبيوتر الشخصية والإنترنت لأول مرة في عام 1995، عندما سافر إلى الولايات المتحدة كمترجم مؤقت لإحدى البعثات التجارية. وبعد أن استوحى هذا المدرس البالغ من العمر 31 عامًا فكرته من إمكانيات النمو التي تتيحها الانترنت من خلال فتح سوق دولية للتجار المحليين، اقترض مبلغ 2000 دولار ليبدأ في إنشاء أحد أوائل المواقع التجارية في جمهورية الصين الشعبية. وقد فشل الموقع الترويجي المسمى “ChinaPages” بسبب نقص الخبرة بكيفية في نشر هذا المفهوم بين المواطنين من خلال شبكة الانترنت. إلا أن حلم "جاك ما Jack Ma" في إيجاد سوق “حرة ومفتوحة” على الإنترنت ظل يراوده، وبعد بضع سنوات، التقى ” جاك ما “، برجل الأعمال التايواني المولد وأحد مؤسسي موقع ياهو، جيري يانغ، حيث نشأت بينهما صداقة كانت هي الحافز لتأسيس موقع “علي بابا Ali Baba”، كموقع عالمي رائد في مجال التجارة الإلكترونية للشركات الصغيرة، والذي اجتذب في عام 2011 أكثر من 69 مليون مستخدم مسجل من أكثر من 240 دولة ومنطقة.
بداياته المتواضعة
قليلة هي قصص النجاح الملهمة مثل قصة رجل الأعمال العصامي "جاك ما Jack Ma"، الذي ولد في عام 1964، ونشأ إبان الثورة الثقافية التي أُغلقت فيها العديد من المدارس، إلا إنه علم نفسه اللغة الإنجليزية، حيث كان كان يستقل دراجته الهوائية وهو طفل إلى أحد الفنادق في مدينته هانغتشو، حيث كان يُقيم الأجانب، ويعرض عليهم اصطحابهم في جولاتهم بغرض ممارسة اللغة الانجليزية. وبعد فشله مرتين في اجتياز امتحانات القبول في الجامعات، تم قبوله في إحدى المدراس المخصصة للفقراء ليتدرب فيها ويصبح مدرسًا للغة الانجليزية. وكان ” جاك ما ” يعمل مدرسًا للغة الانجليزية عندما سنحت له فرصة لاحقًا للعمل كمترجم لعدد من البعثات التجارية في وزارة التجارة الخارجية والتعاون الاقتصادي.
كيف أطلق موقع “علي بابا Ali Baba”
قام "جاك ما Jack Ma" في عام 1999، مع جيري يانغ، و 16 شخصًا آخرين ، بجمع 60 ألف دولار لمساعدة الشركات الصينية على التواصل بالعالم الحقيقي، وأطلق موقع “علي بابا”، بهدف إيجاد آلية تسمح للأفراد والشركات الصغيرة بالبيع على الانترنت مجانًا. كان الموقع عبارة عن قائمة مجانية على الانترنت لدعم الشركات الصينية الصغيرة التي تبحث عن زبائن في الخارج. وكانت استراتيجية ” جاك ما ” هي التركيز على العدد لا على الإيرادات، مما أثار استياء المستثمر جولدمان ساكس، الذي اكتتب في الموقع حيث قام بعيد إطلاق موقع “علي بابا” باستثمار 4 ملايين دولار لشراء حصة قدرها 23 ٪. كان ما جاك يعتقد أنه يجب تنمية موقع “على بابا” عن طريق السماح للشركات الصغيرة بالدخول دون قيود لتكوين قاعدة قوية وقيمة تدين بالولاء للموقع.
التأقلم مع المستجدات
في عام 2002 قام المساهمون في رأس مال موقع “علي بابا Ali Baba”، والذين جمعوا ما يصل إلى 25 مليون دولار لتمويل الموقع بممارسة ضغوط من أجل مطالبة مستخدمي الموقع بدفع رسوم، لأن الأموال المتاحة أخذت تنفد سريعًا بسبب ارتفاع التكاليف نتيجة زيادة عدد المستخدمين بشكل متسارع. وهنا قام ” جاك ما ” على مضض بتعديل استراتيجيته. ولكن بفضل بعد نظره في البداية وتركيزه على زيادة عدد المستخدمين، كان الموقع قد اكتسب سمعة جيدة على الصعيدين الوطني والدولي، وأدى ذلك إلى استمرار الزيادة في عدد المستخدمين بغض النظر عن التكاليف المستحدثة.تحقيق النجاح
في عام 2007 سجل موقع “علي بابا Ali Baba” ثاني أكبر اكتتاب عام أولي على مستوى شركات الإنترنت، بعد جوجل، كما حصد 1.7 مليار دولار في بورصة هونج كونج وبلغت قيمته فيما قبل الأزمة المالية 26 مليار دولار.علي بابا Ali Baba في الحاضر
كان موقع “علي بابا Ali Baba” المسمى على اسم الشخصية الشهيرة في روايات “ألف ليلة وليلة” فاتحة خير بالنسبة لذلك الرجل الذي كان يرغب في فتح باب الفرص. وأصبح اليوم موقع “علي بابا Ali Baba” أحد أنجح مواقع الأعمال التجارية للتداول المباشر عبر الإنترنت، حيث يدخله أكثر من 2.5 مليون زائر جديد شهريا. و تبلغ حصته في السوق الصينية أكثر من %80.
ويزيد حجم صفقات علي بابا على نظيرتها "امازون Amazon". و تقدر قيمته السوقية بأكثر من 150 مليار دولار.
أضف تعليق